مسرور بارزاني يطلق مشروع الحزام الأخضر بالعاصمة أربيل: الحزام الأخضر سيُسهم في تنقية الهواء وتحسين المناخ
PDK-S
برعاية رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، انطلقت اليوم الخميس، وفي مراسم خاصة بالعاصمة أربيل، أعمال مشروع الحزام الأخضر، الذي يهدف إلى دعم البيئة وزيادة المساحات الخضراء.
وخلال المراسم، قال رئيس الحكومة إنّ "مولانا جلال الدين الرومي يقول: ما يجعل الزهر ينبت ويتفتح هو المطر لا صوت الرعد، ونحن أيضًا نواصل بعزيمة وهدوء مسيرة إعمار كوردستان"، مبينا بأن "هذا المشروع البيئي سيكون له تأثير إيجابي كبير على البيئة وصحة سكان أربيل".
وأضاف "يسرّني أن أتوجّه بالشكر إلى الأصدقاء والخبراء اليونانيين الحاضرين اليوم كممثلين عن حكومتهم، والذين سيساهمون معنا في تنفيذ هذا المشروع، ولا سيما في زراعة أشجار الزيتون. فقد ناقشنا سابقًا أهمية إعادة زراعة الزيتون في هذه المناطق التي كانت موطنها الأصلي، لما تحمله من رمزية كبرى وفائدة اقتصادية لسكانها.
وأشار رئيس الحكومة الى إنّ هذا المشروع لن يكون مجرد مبادرة لتوسيع المساحات خضراء، بل فرصة حقيقية لخلق فرص عمل لشبابنا، حيث سيتم تدريبهم للمشاركة في مراحل التنفيذ والاستفادة من الخبرات الزراعية والتجارية المرتبطة بإنتاج الزيتون ومشتقاته.
مبيناً إنّ الحزام الأخضر الذي سيلتف حول مدينة أربيل سيُسهم بشكل مباشر في تنقية الهواء وتحسين المناخ من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأوكسجين، ما سيخلق بيئة صحية وهواءً أنقى وحياة أفضل لسكان المدينة.
وأردف، ان هذا المشروع وغيره من مشاريع التنمية، يعكس حرص حكومتنا الدائم على خدمة المواطنين وتنويع مصادر الاقتصاد في الإقليم، وعدم الاعتماد فقط على النفط والغاز، بل التوجّه نحو قطاعات الزراعة، والسياحة، والطاقة النظيفة، والبنية التحتية، لقد أطلقنا خلال الفترة الماضية مشاريع عديدة في مجالات الطرق والسياحة، واليوم نركّز على حماية البيئة وصحة المواطنين، لأنّ بيئة نظيفة تعني حياة أفضل للجميع.
موضحاً، بأنه نهدف أن يكون إقليم كوردستان أكثر خضرة وازدهارًا، وأن يستفيد مواطنونا من خيرات الطبيعة التي أنعم الله بها علينا. فبناء السدود، وإنشاء الأحواض الزراعية، وزراعة الأحزمة الخضراء، كلها خطوات استراتيجية نحو الاستفادة المثلى من مواردنا الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة.
مضيفاً، إنّ تعزيز الغطاء النباتي سيساعد أربيل في تنقية مياهها وهوائها، ويجعلها مدينة أنظف وأكثر صحةً ورفاهية. وآمل أن يرى الجميع نتائج هذا المشروع قريبًا، وأن تجني الأجيال القادمة ثماره، فهناك مقولة تقول من زرع قبلنا حصدنا نحن ثماره، واليوم نزرع نحن ليحصد أبناؤنا وأحفادنا غدًا. وآمل أن تروا بأعينكم ثمار هذا المشروع وتستفيدوا منه ان شاء الله.
وتطرق رئيس الحكومة إلى التحديات الجسيمة والعراقيل التي وُضعت في الماضي لمحاولة إيقاف هذه المشاريع، وأكد أنه بفضل الإصرار والعزيمة، والجهود المخلصة للوزراء والموظفين وفرق العمل الحكومية، لم تتوقف المسيرة وستستمر الحكومة في إنجاح برامجها، وأشار إلى أن الإقليم لا يتوقع المساعدة ممن لا يرغبون بتقديمها، لكنه يرحب بكل دعم من الأصدقاء في الخارج.
وفي سياق متصل، نبه رئيس الحكومة إلى أن مخاطر التغير المناخي عالمية وتتسبب في التصحر، الذي يُعد دافعاً رئيسياً للهجرة، ووجّه دعوة للمجتمع الدولي، وخاصة الدول الأوروبية، للمساعدة في معالجة هذه المشاكل البيئية من جذورها في المنطقة، مؤكداً أن هذا الدعم سيجنبهم لاحقاً التبعات الاجتماعية والسياسية والأمنية الناتجة عن موجات الهجرة.
واختتم رئيس الحكومة كلمته بالتأكيد على أن إقليم كوردستان لا ينتظر حدوث المعجزات، بل يعمل على خلقها بسواعد أبنائه، مجدداً العهد بأن مسيرة الإعمار والازدهار التي بدأت ستستمر، وداعياً الجميع للمساهمة في هذا الجهد الوطني.